أحيانا .. تنظر إلى الناس من بعيد و تدور فى راسك عشرات الأفكار

هل هم سعداء فعلا؟! أم هل يمثلون السعادة؟ منهم من يجلس صامتا .. حزن دفين يمل مقلتيه .. منهم من يتحدى العالم أجمع بنظرات حادة ... منهم من لا يهتم سوى بالأحاديث و المسامرات .. ومنهم من يهيم بعيدا .. ربما يبحث هو الآخر مثلى عن عالم آخر .. عالم تستطيع ان تجد نفسك فيه .. لا أقول إنه عالم مثالى .. ولكنه مختلف.. إنه جميل وأعود لأتساءل هل الجميع راضون عن حياتهم ؟؟.. اعتقد انك لو دخلت إلى عوالمهم ستجد سراديب الحيرة تتغلل فى انفسهم و لكنهم يختلفون فى طريقة إخفائها .. منهم من يخفيها بالضحك و الصوت العالى والآخر بالصمت و البعض يكتفى بعدم الحديث عنها

نحن كمن يبحث عن الخلاص من حلقة مغلقة ندور فيها وكلما حاولنا الخروج كلما تعبنا وعدنا من حيث وقفنا . إننا مثل عقارب ساعة ندور ندور حتى نموت ولو وضعنا فى مجال مغناطيسى توقفنا وتوقفت معه كل افكارنا وإبداعنا فإما ندور بلا جدوى او نكون تابعين و نتوقف عن الدوران

ونبحث .. نبحث دائما عن شىء نريده ثم نتركه لنبحث عن شىء آخر لا تنفك تكتشف أنه يحوى ماهية الشىء عينه الذى تبحث عنه منذ سنين

إذا لابد لنا من التحرر .ز ولكى نتحرر لابد ان نفكر بطريقة جديدة .. طريقة .. تخترق بها كل القوانين

ابدأ بالنظر إلى السماء .. كم هى جميلة !! كم ان طيورها حرة ! ثم اذهب إلى أعمق من هذا هل لها حدود؟ اخترق ما وراء النظر المرئى .. اصعد بروحك إلى المعنى الحقيقى للشىء .. لديك قلب وعقل لا حدود لهما .. قرر.. ماذا تريد ؟ ودعنى أسألك هل انت من تريد ان تكون ؟ فكر.. قبل ان تجيب . هل تعرف ماذا تريد الآن .. فاننطلق نحو النور واترك كل اقنعتك وقيودك .. كن كالجبال راسخة فى الأرض بجذور ثابتة عالية فى السماء بشموخ رفيع .

ابدأمعى حياة جديدة .. لا يوجد بها ما تخفيه وراء أقنعة هى فى الواقع سجن تحبس فيه انفاسك . كفاك رثاء لحالك .

بدات الحكاية خلف الظلال ..تفصلهما اسلاك شائكة..هناك حيث تروى الرياحين بدماء طاهرة..تقابلا صدفة ..كانا يبحثان عن بعضهما البعض.. لم يعرف اسمها .. وهى لم تسأله..لكنه عرف ما بداخلها ..ورأت هى خلال عينيه..كان حبا مستحيلا.. تفصل بينهما ..نيران وبارود ..حروب ودماء ..اعتاد انتظارها كل اسبوع حيث يتقابل الأهل من وراء الأسلاك تحت مراقبة القناصين.. لم يجمعهما حديث يذكر..فقد كان صمتهما أبلغ من اى كلام..لكن هذه المرة ..دمعت عيانها ..لم تدر لماذا؟! و انهمرت دموعها فجأة..هو أيضا اطلق دموع ..بذل قصارى جهده فى كى يخفيها..علما انها المرة الأخيرة..لكن القدر سيف يمر فوق أعناقنا..أعطاها خارطة..قال لها هذا كل ما أملك..وذهب متجها حيث اللا زمان.

..شارد يطل من عينيه بريق حزين..هائم فى دنيا المستحيل..أنفاسه أعاصير..إذا اخترقت حواجزه تجد كائنا رقيقا..لكنه لا يرى نور الشمس.لا يستطيع .. إذا رآه مات .. يجلس صامتا على شاطىء ناء.. البحر يلا طفه ..فلا يهتم ..ثم يطلق امواجه العاتيه..ولكن دون جدوى..فهو بعالم آخر تعزف أوتار قلبه لحنا حزينا..لحن موت ..ظل على هذه الحال طويلا وكأنه يتحدى الزمان..كانت الصخرة التى تشاطرة خلوته..ضخمه وحيدة وسط البحر..كانت مخيفه ..كانت تعلم انها ملاذه الأخير..كانت تناديه.وتتنتظره ..لكنه ..ولأول مرة لم يجب نداءها ..ولن يجيبها بعد الآن.

نعم........هو سعيد ولكن عينيه ممتلئتان تأبى ان تنهمر.....تاخذه إلى شرود حزين.........و لا تختفى الإبتسامه على خديه.ماذا تفعل لو كنت مكانه؟تتلاشى الكلمات و الأصوات ويذهب معنى الحياة فى قلبك إلى حيث لا رجعه.النيا اصبحت بعينيه غابة موحشه لم يعد ير له فيها مكانا .قرر ان يمضى بعيدا....عله يجد نفسه من جديد..او عله ينسى نفسه إلى الأبد .....ترك كل شىء .... باع كل ماضيه..و بلا ثمن ...تنازل عن كل املاكه ..وأعطى وأعطى ....ولم يأخذ..ولم يفكر فى ان يأخذ........فقد استسلم بعدما ايقن بالهزيمه...مضى فى طريق العذاب...تؤنسه وحشته ..وترويه دموع قلبه ...وتنير طريقه آهات هامسه...ذهب ..ذهب ولن يعد .

أحيانا ترى حلما بعيدا ,تحبه تعشقه حتى تتنفسه تراه فى كل شىء حتى يصبح هو حياتك..ثم تدرك انه حلم و انك لا تجده ..تحاول ان تبحث عنه فإذا بكابوس الواقع يطاردك..وتقف لاتدرى اين الحلم ..أو كيف تتعامل مع الكابوس..فتقد كليهما.